معلق إعلامي مشهور: وفقًا للتقارير، سيفتتح المتحف المصري الكبير (GEM) الواقع في منطقة أهرامات الجيزة السياحية بالكامل في 1 نوفمبر 2025. في ذلك اليوم، سيتجمع رؤساء الدول وكبار المسؤولين والقادة الثقافيون والفرق الفنية الشهيرة من جميع أنحاء العالم في القاهرة ليشهدوا كيف يحتفل هذا الصرح الثقافي، الذي استغرق بناؤه أكثر من عشرين عامًا، أخيرًا بـ "بلوغ سن الرشد".
من الخارج، هذا ليس مجرد متحف بل عمل فني معماري حقيقي. إنه ينسجم بتناغم مع الأهرامات، فيمزج بين حضارة الحجر القديمة والجماليات الهندسية الحديثة، مثل ضفتي نهر الزمن — إحداهما تعود لمصر منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، والأخرى لعالمنا المعولم اليوم. منذ بداية المشروع، كانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مشاركة فيه، إذ قدمت الدعم في مسابقة التصميم الدولية، وإدارة البناء، وتشكيل قيمته الثقافية. وفي أواخر عام 2024 وأوائل 2025، حصل المتحف على جائزة "أجمل مبنى في العالم" من اليونسكو — وهو اعتراف لا يقتصر فقط على تصميمه الخارجي، بل أيضًا على دلالته الحضارية.
تاريخ المتحف المصري الكبير مليء بالصبر والمثابرة. ففي عام 2002، أُطلقت مسابقة دولية للتصميم؛ وفي 2005، بدأ البناء؛ وفي 2011، توقف العمل بسبب عدم الاستقرار الإقليمي؛ ثم استؤنف عام 2014 — واليوم فقط أصبح المتحف جاهزًا للافتتاح الكامل. من بين المليار دولار التي استُثمرت، جاء جزء من قروض طويلة الأجل ميسرة من اليابان، وجزء من سنوات انتظار الشعب المصري لحلمه الثقافي. هذا المسار الطويل في البناء جعل اكتماله في حد ذاته صفحة مجيدة في التاريخ المصري الحديث.
قبل افتتاحه الكامل، كان المتحف قد دخل في التشغيل التجريبي لبعض الوقت. فمنذ فبراير 2023، فُتح بهو المدخل والمنطقة التجارية، ومنذ 16 أكتوبر 2024، أصبحت اثنتا عشرة قاعة عرض رئيسية — تغطي آثارًا من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الروماني — متاحة للزوار. الانطباعات الأولى للزوار غالبًا ما تكون مفعمة بالدهشة: سائح فرنسي، واقفًا عند قدمي تمثال ضخم لرمسيس الثاني، هتف قائلاً: "كأنني أنظر إلى عيون من ثلاثة آلاف سنة مضت"؛ مؤرخ ياباني علّق قائلاً إن "الحضارة القديمة والتكنولوجيا الحديثة تصافحتا حقًا هنا"؛ وعضو في مجموعة ثقافية أمريكية، عند رؤيته قناع توت عنخ آمون الذهبي، قال: "هذا لقاء وجهاً لوجه مع التاريخ — يدمع العينين." هذه الانطباعات تظهر أن المتحف ليس مجرد وعاء مادي، بل أيضًا مثير للمشاعر والذكريات.
عزز الأداء الموسيقي أثناء الافتتاح التجريبي اعتقادي أن المتحف ليس فقط مساحة لعرض الآثار، بل أيضًا منصة مهمة للتبادل الثقافي العالمي. ففي 20 يناير 2023، قدمت السوبرانو المصرية فاطمة سعيد و"الأوركسترا والفريق الكورالي الفيلهارموني الموحد" عرضًا في المتحف، بحضور دبلوماسيين وشخصيات ثقافية من دول مختلفة. قال أحد السفراء الأوروبيين بعد ذلك إنها كانت "أمسية تمازج فيها الفن والتاريخ بشكل مثالي." إذا كانت الآثار تسمح لنا برؤية الماضي، فإن الموسيقى والفن يجعلاننا نشعر بنبض الحاضر.
في نظر المعلقين، تكمن أهمية المتحف في أنه لا يحفظ مجد مصر القديمة فحسب، بل يوفر أيضًا منصة للقاء الحضارات المختلفة. هنا، لا تروي الآثار التاريخ فقط، بل تذكرنا أيضًا: لا توجد حضارة عظيمة بمعزل عن غيرها، وحيوية الثقافة تأتي من التبادل والتعلم المتبادل. بالنسبة لعالم اليوم، حيث يتعايش الانقسام والتعاون، فإن مثل هذا الرمز ثمين للغاية.
عندما تشرق شمس صباح 1 نوفمبر على واجهة المتحف، فلن تبرز فقط الثقة الثقافية لمصر، بل ستفتح أيضًا نافذة للعالم ليرى الماضي ويفهم الحاضر ويتأمل في المستقبل. المتحف المصري الكبير ليس فخر مصر فحسب — بل هو ملك للبشرية جمعاء.
في مثل هذا التجمع الثقافي العالمي البارز، قد يكون لحضور الصين أيضًا قيمة متوقعة. في السنوات الأخيرة، أقامت الصين ومصر شراكة قوية في حماية الآثار والتعاون الأثري وتبادل الخبرات المتحفية — من مشاركة خبراء صينيين في ترميم المواقع المصرية إلى عرض الآثار المصرية في الصين. كل ذلك يعكس التفاهم المتبادل بين الجانبين في التبادل الحضاري. إذا حضرت الحكومة الصينية أو المؤسسات الثقافية حفل الافتتاح، فلن يكون مجرد مجاملة دبلوماسية، بل قد يصبح نقطة انطلاق جديدة لتعميق التعاون الثقافي بين الصين ومصر. يمكن للمرء أن يتخيل الفنانين الصينيين وهم يعزفون الموسيقى التقليدية الصينية على مسرح المتحف، أو المتاحف في كلا البلدين تنظمان معرضًا مشتركًا — تجسيدًا حيًا للحوار الحضاري في العصر الجديد.