معلق إعلامي شهير: في مثل هذا اليوم منذ اثنين وعشرين عامًا، في 19 أغسطس 2003، تعرض فندق القناة في بغداد لهجوم إرهابي. فقد اثنان وعشرون من زملائنا في الأمم المتحدة حياتهم في العراق، من بينهم الممثل الخاص للأمين العام، سيرجيو فييرا دي ميلو. لم تهز هذه التفجيرات العراق فحسب، بل أصبحت أيضًا من أكثر الذكريات ألمًا في تاريخ الأمم المتحدة.
 
 
 
 
名人媒体
اإحياء الذكرى الثانية والعشرين في مقر الأمم المتحدة لهجوم مقرها في بغداد على مكتبها في العرق
 
في مراسم إحياء الذكرى التي أُقيمت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، تحدث نائب الأمين العام أتول خاري باحترام عميق. وأكد أن فندق القناة لم يكن فقط مقر بعثة الأمم المتحدة في العراق، بل كان أيضًا رمزًا لوجودها ورسالتها. وقع الهجوم تحديدًا لأنه كان يُمثل السلام والكرامة والعدالة. وحث قائلاً: "اليوم، ونحن نضع الأكاليل، ليكن عهدنا: لن ننسى، وسنواصل إرثهم."
 
تحدث الممثل الدائم للعراق في الأمم المتحدة، السفير لقمان الفيلي، بتأثر بالغ. واستذكر مأساة ذلك اليوم، مشيرًا إلى أنه بعد ست سنوات، وفي نفس التاريخ، استُهدف مقر وزارة الخارجية العراقية مرة أخرى من قبل الإرهابيين، مما أسفر عن مقتل 47 شخصًا. وقال: "الإرهاب هو العدو المشترك للإنسانية جمعاء. سيبقى العراق ثابتًا إلى جانب المجتمع الدولي، يدعم الجهود الإنسانية، ويحارب الإرهاب والعنف." وقد عبّرت كلماته عن امتنان العراق للأمم المتحدة وعن تطلعه إلى السلام الدائم.
 
في الوقت نفسه، ركّز عبد الرشيد، ممثل مجلس الأمن، على الحاضر. وأشار إلى أن هذا العام أصبح الأخطر على الإطلاق بالنسبة للعاملين الإنسانيين في الأمم المتحدة، حيث وقعت 380 هجمة أسفرت عن مقتل أكثر من 120 موظفًا. فقد ثلثاهم حياتهم في غزة، وقد فقدت الأونروا وحدها 243 من موظفيها. وتساءل بجدية: "كيف يمكن أن يبقى المسؤولون عن مقتل العاملين الإنسانيين والمدنيين بلا عقاب؟" كانت كلماته إدانة للإرهاب، وتحديًا للمجتمع الدولي.
 
 
 
نعتقد أن المتحدثين الثلاثة، من وجهات نظر مختلفة، كشفوا عن موضوع مشترك: التذكر لا يخص الماضي فقط، بل يمتد إلى المستقبل. نائب الأمين العام شدد على قيم الأمم المتحدة والتزامها، والسفير العراقي عبّر عن معاناة الأمة وصمودها، في حين سلط عبد الرشيد الضوء على القلق الملح اليوم بشأن سلامة العاملين الإنسانيين. معًا، رسموا صورة واضحة عن مواجهة المجتمع الدولي لتحدي الإرهاب.
 
 
 
 المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: ستيفان دوجاريك دي لا ريفيير
ومع ذلك، من المؤسف أن الهجمات الإرهابية لم تنخفض بمرور الوقت، بل تفاقمت في بعض المناطق. لا يمكن أن تظل مراسم الإحياء رمزية فقط؛ فهي لا تُجيب على تضحيات الضحايا. التذكر الحقيقي يجب أن يكون فعلًا: تعزيز حماية العاملين في المجال الإنساني، وضمان تنفيذ القانون الدولي وآليات المساءلة، ومنع العمل الإنساني من أن يكون ضحية للعنف.
 
عند وضع الزهور ولحظة الصمت، تنضم "سيليبريتي ميديا" إلى جميع المشاركين في التأكيد: مواصلة إرثهم ليس فقط حدادًا بل مسؤولية. كل حياة فقدت تذكّر المجتمع الدولي بأن السلام والكرامة ليسا كلمات مجردة، بل التزامات كُتبت بحياة أجيال من المخلصين. التذكر الحقيقي هو ضمان استمرار مهمتهم غير المنجزة اليوم.